قال الله سبحانه وتعالى: (اذكروني أذكركم) وقال رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (علامة حب الله حب ذكر الله وعلامة بغض الله بغض ذكر الله)، وقال رسول الله أيضا (من أكثر ذكر الله أحبه الله) أي إذا كنت تذكرالله فهذا يدل أنك تحب الله والله سيحبك، ومن أحبه الله لن يعذبه. وقال صلى الله عليه وسلم (مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه كمثل الحي والميت), وقال صلى الله عليه وسلم (ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله), قال موسى عليه السلام: (يارب وددت أني أعلم من تحب من عبادك فأحبه قال إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبه وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته عن ذلك وأنا أبغضه), وقال موسى عليه السلام (يا رب علمني شيئا اذكرك به وأدعوك به قال يا موسى قل لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال قل لا إله إلا الله قال لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به قال يا موسى لو كانت السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله) وفي بعض الأخبار القدسية عن الله عزوجل أنه قال: (إن لي عبادا يحبونني وأحبهم، ويشتاقون إلى وأشتاق إليهم، ويذكرونني وأذكرهم وأول ما أعطيهم أن أقذف من نوري في قلوبهم، فيخبرون عني كما أخبر عنهم، ولو كانت السماوات والأرض وما فيهما في موازينهم لاستقللتها لهم، وأقبل بوجهي عليهم، لا يعلم أحد ما أريد أن أعطيهم). وورد أيضا في الحديث القدسي عن الله عزوجل أنه قال (أهل ذكري أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فليذكرني). وجاء أيضا في الحديث القدسي (أنا جليس من ذكرني، أنا مع عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه، إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في الملأ الأعلى في ملأ خير من ملئه)، وأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله تعالى يقول (إذا كان الغالب على عبدي الاشتغال بي جعلت نعيمه ولذته في ذكري فإذا جعلت نعيمه ولذته في ذكري عشقني وعشقته). وأوحى الله تعالى إلى سيدنا داود عليه السلام: (أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن أحبني ، جليس لمن جالسني، مؤنس لمن أنس بي). أوحى الله إلى عيسى بن مريم عليه السلام: )أنزلني من نفسك كهمك، واجعلني ذخرا لك في معادك، وتقرب إلي بالنوافل أحبك، ولا تول غيري فأخذلك، اصبر على البلاء وارض بالقضاء، وكن لمسرتي فيك ، فإن مسرتي أن أطاع فلا أعصى، وكن مني قريبا، وأحي ذكري بلسانك، ولتكن مودتي في صدرك، تيقظ من ساعات الغفلة، واحكم في لطيف الفطنة، وكن لي راغبا راهبا، وأمت قلبك في الخشية لي، نافس في الخيرات جهدك، واعترف بالخير حيث توجهت، وقم في الخلائق بنصيحتي، واحكم في عبادي بعدلي(. وأوحى الله تعالى إلى سيدنا داود: (يا داود، إني لا أنسى من ينساني، فكيف أنسى من يذكرني ؟). إن ذكر الله هو مفتاح السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، كما قال سبحانه وتعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)